
اشتُهرت بعلامتها التجارية لبيع الملابس المستعملة بعد إعادة تدويرها.. خبيرة الموضة سمر سليم في حوار مع مصر الآن

تعمل في مجال تنسيق الأزياء منذ أن كانت على مقاعد الدراسة الجامعية؛ مما عزز من آفاقها في هذا المجال، وحدثينا الآن عن خبيرة الموضة وصانعة المحتوى «سمر سليم» -نشأت ما بين القاهرة وقطر- والتي ذاع صيتها بين العوام، واكتبست شهرة جارفة وحب واسع بين وسط متابعيها؛ بفضل إسهاماتها الجلية في خدمة مجال "الفاشون" في مصر؛ بتصميمها لملابس عصرية ذات طابع محتشم وأناقة مميزة، من خلال إعادة عرض المستعمل منها بعد تلقيحه.
تؤمن «سمر» بأن الإطلالات الهادئة المُحلاة بالاحتشام والبساطة والهدوء هي فرصة؛ للتألق والتعبير عن الطابع الشخصي بطريقة جذابة وفاخرة؛ لذلك تعمل من خلال إحدى علاماتها التجارية -وما أكثرها- نحو إعادة تدوير الملابس المستعملة وإكسابها الجودة العالية المدججة بلمستها الخاصة، ليعكس فكرتها عن البساطة والوعي، واهتمامها بالموارد وطريقة استهلاكها؛ لمواكبة أحدث الاتجاهات؛ لتتناسب مع الأجواء والعرف المجتمعي والذوق العام التي تعمل على الارتقاء به وتغيير نظرة الفتيات في مصر حول مدى كفاءة البراند المصري ومجاراته لأفضل البراندات العالمية.
ولطالما كانت المحجّبات مهمّشاتٍ في عالم الموضة والجمال لفترة طويلة، إذ يمكن للعالم تصوّر شغوفاتٍ بموسيقى الجاز مرتدياتٍ الحجاب، لكن لا يمكن لهم تخيّل "فاشينيستا" بالحجاب، إلا أن هذه الفكرة الغير سديدة باتت محض النسيان؛ بدخول خبيرات للموضة وعارضات للأزياء يتلألأن في ثوب الحجاب ويعملن على ترويجه بين المجتمع مثل سمر وغيرها من خبيرات الموضة على السوشيال ميديا.
كان لنا هذا اللقاء الخاص مع سمر؛ لتتحدث من خلاله عن نشأتها وسر شغفها بالموضة، وعن سبب ربط مواكبة الموضة بالنسبة لكثير من الفتيات بالحد من الاحتشام عن طريق ارتداء ملابس ذات الطابع الغربي، وعن حال السوق المصري فيما يخص هذا المجال، وعدد من الأسئلة الأخرى، وإلى نص الحوار:
• بداية.. حدثينا عن نشأتك وعن نفسك أكثر ودراستك؟
اسمي سمر سليم، نشأتُ في أسرة دائمة التنقل ما بين قطر ومصر، حيث ترعرعت وكبرت بين جنبات البلدين؛ وبالتالي انقسمت دراستي الابتدائية والإعدادية بينهما؛ مما أكسبني خبرات وثقافات متعددة وثراء في علاقاتي المجتمعية؛ إثر ما مررت به من تجارب مختلفة كونت شخصيتي، وجعلتني أكثر قابلية على خوض كل ما هو جديد والتأقلم مع أي وضع تطرأ عليه قدماي.
كنت دائمًا من المتفوقات في المدرسة، واستمريت على نفس المنهاج والحماس في الجامعة، واخترتُ دراسة التصميم الجرافيكي، رغم أن المجال لم يكن معروفًا بين الناس، ممن ينجذبون نحو التخصصات المعهودة، لكنني قررت بأن أكون مختلفة وأدرس ما تصوغ إلى نفسي دراستي بغض النظر عن أي شيء.
منذ نعومة أظفاري وأنا أعشق الفن والألوان، وما تحملاه من تفاصيل خفية، ودائمًا ما كنتُ أهوى الحب والبساطة المزينة بالهدوء والراحة، ومع استقراري على أرض مصر، كان يراودني دائمًا يراودني إحساس لا أفهمه ما إذ كان “مودستي” أم “مينيماليزم”، لكن كنت أعيش بطريقتي، وعزمتُ على ارتدائي الحجاب بكامل إرادتي الشخصية دون ضغطًا من أحد، وهو قرار منحني نوعًا من الراحة والاتزان.
• وماذا عن بداياتك مع صناعة المحتوى كيف كانت، وعن سر شغفك بالموضة والأزياء وإطلاقك العديد من العلامات التجارية الخاصة بكِ والتي -حسبما أعلم- تقومين من خلالها بتقديم ملابس مستعملة بأقل الأسعار، وتقديمن إبداعًا في صنع ملابس مختلفة ورائعة، فحدثينا باستفاضة عن مشاريعك تلك، وفكرة عملها، وكيف تساهم في خدمة المستهلكين؟
عقب إغلاق الستار عن دراستي الجامعية، بدأت فورًا في تنفيذ فكرة مشروعي الخاص والذي كان حلمًا من أحلامي ألا وهو «Eskai»، والذي عملتُ من خلاله على تقديم ملابس مستعملة بحالة ممتازة، وهو ما يعكس فكرتي عن البساطة والوعي، واهتمامي بالموارد وطريقة استهلاكها. «Eskai» لم يكن بالنسبة لي مجرد بيزنس، ولكن انعكاس عن حياتي ورؤيتي.
وبعدما لاقت «Eskai» الاستحسان والثناء، فإذ بي أُطلق علامات تجارية أخرى أولهما «Lyne»، والذي أعمل من خلاله على تصميم ملابس بسيطة ومريحة. وثانيهما كان«Beyond Baby»، والذي أُقدم من خلاله حقائب وملابس للأطفال بتصميمات بسيطة وعصرية.
وأؤمن كسمر بأن النجاح لا يولد بين ليلة وضحاها، بل هو نتاج لرحلة طويلة مع الصبر والعطاء. وأؤكد بأن التغيير الذي عايشته منذ طفولتي؛ كان سببًا في قوتي وجعلني واثقة من ذاتي وقراراتي في الحياة.
• من وجهة نظرك، لماذا تُغرم الفتيات بشراء أشهر البراندات العالمية رغم وجود براندات محلية مميزة، فمتى سيثق المستهلكين في السوق المصري، وما تقييمك للمجال حاليًا؟
إلى حدٍ كبير، فالموضوع سببه اختذال فكرة الناس للجودة والأناقة بالبراندات العالمية وكفى. هنالك نوع من الانبهار بالاسم بغض النظر عن الجودة. والحقيقة أننا في مصر الآن أصبحنا نرى تطورًا زاهيًا في السوق المحلي، سواء في التصميم أو الخامات أو حتى في طريقة عرض البراند.
هنالك براندات محلية بدأت تنافس فعليًا السوق الخارجي بجودة وشكل يستحق منا رفع قبعات التقدير لهم، وما كان ليتحقق ذلك إلا بفضل بزوغ جيل جديد من مصممي الملابس المبدعين، ممن يعملون بوعي وشغف حقيقي.
إن الثقة في السوق المصري تأخذ حد التزايد يومًا بعد يوم، ولن نلتمس هذا الرقي إلا من خلال زيادة دعم المستهلكين للمنتج المحلي وإمداده بالفرصة، مع فهم الفارق بين "الماركة المشهورة" و"البراند الحقيقي" الذي يعكس الهوية والجودة. التقييم العام حاليًا إيجابي للغاية، خاصة في ظل وجود معارض محلية، فعاليات، وسوشال ميديا؛ فتحت الساحة لمبدعين كُثر؛ لعرض ما في جعبتهم من أفكار إبداعية.
• هل تشجعين الفتيات على المضي قدمًا؛ لدخول هذا المجال، خاصة وأن مصر باتت بيئة جاذبة للفن والمشاريع الخاصة؟
بكل تأكيد المجال وفير بالفرص، خاصًة للبنات ممن يتشربن بالحس الفني العالي؛ وأهواء التعبير عن أنفسهن من خلال الشكل أو التصميم. ليس فقط كـ«ديزاينرز» أو «ستايلست»، لكن أيضًا في التصوير، إدارة السوشال ميديا، صناعة المحتوى، ريادة الأعمال.
نعم مصر حاليًا باتت بيئة خصبة جدًا لأي فكرة مبدعة، والجمهور أضحى أكثر وعيًا وقدرة على التمييز، مما يفتح الباب أمام أي بنت تتحلى الموهبة إلى البدء في تنفيذ فكرتها وتطويرها.
• في الأخير.. هل مجال الفاشون والموضة مربح للعارضات، أم تحكمه أمور أخرى؟
المجال حاله حال بقية المجالات، إن اجتهدت فيه والتزمت بأصول المهنة ومعاييرها وضوابطها ستنل حينئذ التوفيق، فنعم المجال مربح بشكل كبير شريطة الالتزام بما أشرت إليه، كما أن النجاح لن تلتمس المُقبلة على المجال صداه عليها ماديًا ما بين يوم وليلة، ولكنه بناء يحتاج إلى أُسس ووقت، واحترافية في عرض البراند والعمل عليه، وطريقة إدارة نفسك كـ«براند شخصي»
هنالك العديد من عارضات الأزياء ممن أبدعن في التسويق لأنفسهم بامتياز؛ بفضل عملهن الدأوب، لكن لو استهلت إحدى الفتيات الشغوفات هذا المجال؛ بهدف الشهرة أو المكسب السريع -غالبًا- لن تصل إلى مرادها؛ فالمجال يحتاج إلى صبر، وذكاء، ووعي كامل بالسوق.
في النهاية -من وجهة نظري- أؤمن بأن كل فتاة منا تستطيع بأن تخلق لنفسها مساحة تعبر من خلالها عن هويتها، فليس شرطًا بأن تواكب السوق، بقدر تحليك بأسلوب خاص يناسب شخصيتك، فهذا هو سر تميز بعض الأشخاص عن غيرهم، وهي قدرتهم على التنسيق والاختيار.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
